الالتزامات التعاقدية في عقود التايم شير ( عقد اقتسام الوقت ) دراسة فقهية قانونية مقارنة

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، صلاة وسلاماً عليك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبعد ،،،،

فلقد تسببت الثورات العلمية والصناعية والإعلامية وغيرها في الفترة الأخيرة من الزمن في تغيير نمط حياة الناس، وفي حدوث أنظمة جديدة للحياة غير معهودة من قبل، وإنتاج واقع تغيرت فيه التصورات الاجتماعية والأنظمة والقوانين، وتعقدت فيه المعاملات المالية، فأصبحت معها المسائل الفقهية المدوّنة في الكتب الفقهية قليلة الشبه بالحياة الواقعية، ولم يعد بمقدور الفقيه المجتهد المتخصص أن يفصل في قضية من القضايا المتداخلة تداخلا شرعيا اقتصاديا أو طبيا أو غير ذلك، وأصبحت الحاجة ملحة في زماننا إلى اجتهاد جماعي يضم إلى المتخصصين في علوم الشريعة نظرائهم من المتخصصين في العلوم الأخرى أثناء الاجتهاد في القضية المطروحة.

وعقود التايم شير من العقود التسويقية التي ظهرت في العصر الحديث، والتي بدأت تظهر على الساحة بشكل كبير من خلال الترويج للقرى والأماكن السياحية على وجه جذاب من خلال الدعوات المباشرة إلى الحفلات، وتوزيع الهدايا، وتسهيلات يتم الإشارة إليها بطريقة تجعل المستفيد يشترك في هذا الأمر، ومن هنا ظهرت العديد من الدراسات التي ناقشت قضايا عقد التايم شير ، مع الإشارة إلي كيفيته، وحكمه، وطرق التعامل معه؛ لكن على الجانب الآخر لم تناقش الكثير من الدراسات قضية الالتزامات التعاقدية بطريقة واضحة والتي تخص المالك والمستفيد، لذا جاء موضوع دراستنا الحالية بعنوان: الالتزامات التعاقدية في عقود التايم شير ــــ عقد اقتسام الوقت ــــ دراسة فقهية قانونية مقارنة.