اختراق العمل اللام فى ( لمن ضره )

نوع المستند : مقالات بحثیة

المؤلف

الأستاذ المشارک بقسم النحو والصرف وفقه اللغة - بکلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية جامعة القصيم – السعودية

المستخلص

وَقَفَ النَّحْوِيُّونَ کَثِيرًا عِنْدَ عَدَدٍ مِنْ آيِ القُرْآنِ الکَرِيمِ وُقُوفًا طَوِيلًا، تَحَرِّيًا لِلْوَجْهِ النَّحْوِيِّ الَّذِي قَامَتْ عَلَيْهِ؛ إِذْ لَمْ تَکُنْ تِلْکَ الآيُ قَرِيبَةَ المَأْخَذِ القِيَاسِيِّ، ويَرَى المُتَأَمِّلُ أَنَّهُ کُلَّمَا اتَّسَعَ البَوْنُ بَيْنَ الآيَةِ فِي ذِهْنِ النَّحْوِيِّ والقِيَاسِ المُطَّرِدِ؛ کُلَّمَا کَثُرَتْ وُجُوهُ الِاحْتِمَالِ، وتِلْکَ الکَثْرَةُ تُفْضِي قَطْعًا إِلَى کَثْرَةِ الأَقْوَالِ، فَمِنْ مُقَارِبٍ، ومِنْ نَاءٍ، عِمَادُ الأَمْرِ لَدَى کُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْکَ الأَقْوَالِ أَنْ يَحْمِلَ الآيَةَ عَلَى قِيَاسٍ مَقْبُولٍ، سَالِمٍ مِنَ الِاعْتِرَاضِ، دُونَ أَنْ يَنْأَى بِاللَّفْظِ عَنِ الفَصَاحَةِ الأَسْمَى، أَوْ يَنْقُصَ المَعْنَى الأَتَمَّ، وقَدْ تَعَارَفَ النَّحْوِيُّونَ عَلَى أَنَّ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الآيِ يَصْدُقُ عَلَيْهِ اسْمُ «مُشْکِلِ الإِعْرَابِ»، حَتَّى أُلِّفَتْ فِيهِ التَّصَانِيفُ إِمَّا بِاسْمِ «مُشْکِلِ الإِعْرَابِ»، وإِمَّا بِاسْمِ «التَّوْجِيهِ النَّحْوِيِّ» أَوِ «الحُجَّةِ النَّحْوِيَّةِ» لِإِحْدَى القِرَاءَاِت، أَوْ لِلْقِرَاءَاتِ أَجْمَعَ، وغَالِبًا مَا يَجِدُ المُتَخَيِّرُ مِنْ أَقْوَالِهِمْ قَوْلًا تَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ نَفْسُهُ صِنَاعَةً ومَعْنًى، ومِنْ غَيْرِ الغَالِبِ أَنْ تَظَلَّ الآيَةُ غَيْرَ قَابِلَةٍ شَيْئًا مِنْ أَوْجُهِ الِاحْتِمَالِ المَعْرُوضَةِ، فَلَا يَکَادُ يَظْفَرُ بِوَاحِدٍ مِنْهَا خَلِيٍّ مِنْ مُعَارَضَةِ أَصْلٍ نَحْوِيٍّ،أَوْ مَقْصَدٍ بَيَانِيٍّ، أَوْ حُکْمٍ شَرْعِيٍّ، وقَدْ نَادَتْ أَصْوَاتٌ فِي أَزْمِنَةٍ مُخْتَلِفَةٍ بِإِعَادَةِ النَّظَرِ فِي القَاعِدَةِ النَّحْوِيَّةِ لِاسْتِيعَابِ تِلْکَ الآيَاتِ المُشْکِلَةِ الإِعْرَابِ، ولَکِنَّ أَهْلَ التَّأْصِيلِ يَرَوْنَ أَنَّ وُرُودَ آيَةٍ يُخَالِفُ ظَاهِرُهَا مَا بُنِيَ مِنَ القَوَاعِدِ عَلَى وَفْرَةٍ مِنَ المَسْمُوعِ لَيْسَ سَبَبًا کَافِيًا فِي فَقْدِ الثِّقَةِ بِالقَاعِدَةِ؛ إِذْ قَدْ يَأْتِي مَنْ يُلْحِقُ الآيَةَ بِالقِيَاسِ مِنْ وَجْهٍ يَلْطُفُ مَأْخَذُهُ، وهَذَا الِاخْتِلَافُ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ قَدَحَ فِي ذِهْنِي أَنَّ تَحَرِّيَ مَا يُحِيطُ بِالمَسْأَلَةِ المُخْتَلَفِ فِيهَا مِنَ القَوَاعِدِ رُبَّمَا يُوصِلُ إِلَى أَصْلٍ لَمْ يَکُنِ النَّحْوِيُّونَ فِيهِ عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ مِنْ جِهَةِ التَّعْلِيلِ، تَکُونُ عِلَّةُ أَحَدِ المُخْتَلِفِينَ فِيهِ غَيْرَ مُتَنَاوِلَةٍ وَجْهًا تُحْمَلُ عَلَيْهِ الآيَةُ مُشْکِلَةُ الإِعْرَابِ.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية