تَنْقيحُ المَنَاطِ بَيْنَ الدِّرَاسَةِ وَالتَّطْبِيق

نوع المستند : مقالات بحثیة

المؤلف

جامعة المنيا

المستخلص

الحَمْدُ للهِ الذي أسَّسَ بُنيانَ الدِّينِ الإسْلاميِّ عَلَى أَثْبَتِ قَواعِدٍ، وأَعْلَى أعْلامَ مِلَّتِهِ؛ فَخَضَعَتْ لَهَا أعْنَاقُ کل حَاقِدٍ وجَاحِدٍ، وأَحْکَمَ أصولَ شَريعَتِهِ الغَرَّاءِ؛ فأعْيا تَفْريعُها کُلَّ مُعانِدٍ. أَحْمَدُهُ حَمْدَ مُقِرٍّ بِفَضْلِهِ مُعْتَرِفٍ بِآلائِهِ، وأَشْهَدُ ألا إلهَ إلا الله وَحْدَهُ لا شَريکَ لَهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، المُصْطَفَى المُقَدَّمُ عَلَى الأنْبِيَاءِ والمُرْسَلِين والمَلائِکَةِ المُقَرَّبين، والمَبْعوثُ رَحَمَةً للعَالَمِين، الهَادي إلَى سَبيلِ الرَّشَادِ، ورَضِيَ اللهُ عَنْ أَصْحَابِهِ ومَنْ تَبِعوهُمْ بإحْسَانٍ، أوْلئِکَ الَّذين قَاموا بِجَلالَةِ نَبِيِّهِ في بِقَاعِ الأرْضِ، وشَيَّدوا أرْکانَ دِينِهِ، وحَفِظوا شَرَائعَهُ، وحَموا حِمَاها مِنَ الشُّبُهاتِ، وَوَقَفوا عِنْدَ حُدُودها تَحْصِيلاً لِلْمَصَالِحِ ودَرْءًا لِلْمَفَاسِدِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعين وعَنْ جَميعِ عُلَمَاءِ المُسْلِمين، الَّذينَ خَلَفوا الصَّحَابَة والتَّابِعينَ في تَمْهيدِ القَواعِدِ، واسْتِخْراجِ الفَوائِدِ، وضَبْطِ الأُصُولِ الشَّوارِدِ، وتَبيينِ الأدِلَّةِ والمَقَاصِدِ، والتَّوَسُّعِ في عُلومِ القُرْآنِ التي يَتيهُ في بِحَارِهَا کُلُّ عَالِمٍ نَاقِدٍ.
     ولا شَکَّ أنَّ نُصوصَ الشَّرْعِ مَحْصُورَةٌ، وأنَّ الحَوادِثَ التي يَحْتَاجُ المُسْلِمُ لِمَعْرِفَةِ حُکْم اللهِ فيها غَيْر مُنْتَهِيَة؛ ولِذَلِکَ اجْتَهَدَ عُلَمَاءُ أُصولِ الفِقْهِ لِوَضْعِ آليَّاتٍ وقَواعِدٍ يُتَوَصَّلُ بِهَا إلَى حُکْمِ اللهِ تَعَالَى، خَاصَّةً في الحَوادِثِ المَسْکوتِ عَنْهَا .

الموضوعات الرئيسية