فقه المقاصد التوجيهية في تراكيب النهي - تحليلٌ دلاليٌّ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب - جامعة حلوان

المستخلص

يُمثِّل النَّهي - عند العلماء - فعلا لغويًّا إنجازيًّا يقتضي الإيجاب الواقع في الخارج بالنَّسبة إلى اعتقاد المتكلم؛ ولذا فهو يمثِّلُ رغبة المتكلم في أن يَكُفَّ المخاطب عن فعل هو بصدد تحقيقه, فكأنَّ النَّهي أمر بإتيان المخاطب لنقيض ذلك الفعل؛ فيكون تزجية له لترك إيقاع فعل يريد المتكلِّمُ من المخاطب تركه, وهذا يُمثِّل درجة القوة في إرادة المتكلِّم لإيجاد الفعل في الكون الخارجي.

لقد تميَّز العلماءُ العرب بدراستهم واهتمامهم بالمقاصد لما لها من أثر كبير في توضيح الدلالة وتِبْيَان مقاصد الخطاب, ومن بين هؤلاء علماء الأصول الذين تميزوا بدراستهم الدقيقة عن اللغويين العرب؛ ولذلك نحاول تخصيص هذه الدراسة على مباحث النَّهي عند الأصوليين لأن طريقتهم في التَّناول تختلف عن طريقة النَّحويين؛ إذْ إنَّ النَّحوي يُـركِّزُ على الجانب الشَّكلي للبنية, أمَّا الأصولي فقد اهتمَّ بالمعنى والقصد, وعليه يمكن القول بأن تناول النَّحويين كان تناولا صوريا شكليًّا أمَّا تناول الأصوليين فقد تجاوز هذا المنحى لتوظيفه دلاليَّا ... لقد تبين من خلال الدراسة أنَّ هذه الأنماط من الأفعال الموضوعة للنهي, يُعدُّ فيها عدم إنجاز الأفعال كما لو كان إيقاعا لها, وهو الترك والتوقف, ولا تنبني ضروب الترك باختلاف درجات إنجازه عن عدم وجود قصد مخصوص, بل على وجود قصد ترك إنجازه.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية