مرويّات الإمام الحافظ سفيان بن عُيَينْه المتوفي سنة 198هـ عن بُرَيْد بن عبد الله بن أبي بُرْدة عن جده عن أبي موسي الأشعري " جمعاً وتخريجاً ودراسةً

نوع المستند : مقالات بحثیة

المؤلف

مدرس الحديث الشريف وعلومه بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين – بالقاهرة.

المستخلص

فإن القرآن الکريم هو الأصل الأول للدين والسنة هي الأصل الثاني، ومنزلة السنة من القرآن أنها مبينة، وشارحة له تفصل مجمله، وتوضح مشکله، وتقيد مطلقه، وتخصص عامه، وتبسط ما فيه من إيجاز قال تعالي " وأنْزَلْنا إليک الذکرَ لِتُبينَ للناسِ مَا نُزِلَ إليهم وَلَعَلَهُمْ يتفکَرون( )" وقد حفظ الله السنة بجهود أهل الحديث الذين ميزوا صحيحها من سقيمها، وبينوا المقبول منها، والمردود فلم يترک الله سبحانه وتعالي سنة نبيه  تضيع هباءً فقيض لها في کل قرن رجالاً بذلوا من أجلها النفس، والنفيس، والغالي، والرخيص، فمن الخصوصيات التي اختص الله بها هذه الأمة، وفضلها بالامتياز علي سائر الأمم في جميع العصور السابقة، واللاحقة خاصية حفظ الحديث النبوي ذلک التراث الثري، والحيوي الضخم الذي اختص الله به هذه الأمة بأن حفظته غضاً طرياً علي مدي العصور، والأزمان، وعلي مر القرون، والأجيال إن هذا الکنز العظيم الذي ظفرنا به، وفزنا بنواله قد اجتاز في طريقه إلينا عقبات وتحديات ضخمة اعترضت طريق وصول السنة النبوية إلينا، والمتأمل في الکتب التي صنفها العلماء فيما يتعلق بالسنة المطهرة، ثم روايتها، ونقلها بالأسانيد الموثقة يعلم مقدار، وأهمية الجهد الذي بذلوه في حفظ السنة والحرص عليها، فالمسانيد، والمصنفات، والجوامع، والسنن، والموطآت، والمعاجم، والأجزاء، وکتب الأطراف، وکتب الجرح والتعديل، وکتب الرجال، وغير ذلک مما لا يمکن استقصاؤه في هذا المقام کل ذلک ينبئ بلا شک، ولا ارتياب بأن السنة النبوية حُفظت، ودُونت، وجُمعت عن طريق رجال وفقهم الله، وهيأهم لهذا المقام السامي، وکان من هؤلاء الرجال الإمام الکبير حافظ العصر شيخ الإسلام سفيان بن عُيَيْنة، وهو من ثقات حفاظ الحديث، فقد طلب الحديث

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية